نزول كميات من الغيث النافع بصفاقس
شهدت ولاية صفاقس، اليوم الأحد 2 أفريل 2023، تهاطل كميات من الغيث النافع بعد طول انحباس للأمطار، وقد بلغت الكميات ببعض المناطق حوالي 14 ملم بالعامرة و10 ملم بمنزل شاكر والحاجب و8 ملم بعقارب و6 ملم بساقية الدائر و4 ملم بالمحرس و3 ملم بالغريبة.
والعوامل الجوية لازالت مواتية لنزول كميات أخرى من هذه الأمطار، التي استبشر الفلاحون وعموم المواطنين لتهاطلها في هذه الفترة التي ارتفعت فيها مخاطر الفقر المائي جراء تواصل وتواتر فترات الجفاف في السنوات الماضية والتراجع المفزع لمخزونات السدود أو نفادها وهو ما دفع بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه إلى التوجّه نحو اعتماد نظام الحصص في توزيع الماء الصالح للشراب وقطع الماء يوميا بمدد متفاوتة في المناطق.
وتعاني صفاقس بشكل حادّ من مشكلة المياه وهي التي تعوّل بنسبة لا تقلّ عن 85% من احتياجاتها المائية على مياه الشمال كما تعالي صفاقس من تغير لون الماء بالحنفيات نحو البني الداكن جراء اختلاطه بالاتربة إلى جانب مشكل ارتفاع نسبة الملوحة.
وقد سبق لأحمد صولة المدير الجهوي للجنوب بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، في تصريح لموزاييك، خلال حضوره ندوة بكلية العلوم بصفاقس تبحث في اشكالية الماء وافاق التصرف أن شدد على أن بلادنا تشكو منذ سبتمبر الماضي نقصا فادحا في الأمطار والتساقطات بنسبة 75% وهو ما أثّر على السدود التي أصبحت فارغة ولم يعد بالإمكان استغلال عدد منها ولا سيما سد سيدي سالم.
وأضاف حينها أنّ حدة التساقطات هي أكبر في صفاقس المعروفة تاربخيا بأنها منطقة فيها شح مياه مع ارتفاع نسبة الملوحة وقلة نزول الأمطار، وهو ما يجعلها تعول بنسبة 85% من احتياجاتها المائية على خارج الولاية وبالأساس على مياه الشمال في حين أن مواردها الذاتية لا تتجاوز 15%. واعتبر احمد صولة أنّ الحلول بصفاقس تكمن في المياه غير التقليدية وبالاساس تحلية مياه البحر، لافتا إلى أنّ محطة صفاقس من المنتظر ان نكون جاهزة في 2024.
كما لفت إلى أنّ احتياجات صفاقس الحالية من الماء هي في حدود 240 الف متر مكعب بوميا في حبن أنّه لا بتوفر حاليا سوى 192 الف متر مكعب ولمواجهة هذا النقص فإن الأمر يفرض حسن توزيع المياه وترشيد الاستغلال مع التخفيض في نسق التدفق حفاظا على الماء بالخزانات.
ومن ناحيته، اعتبر جلال بوزيد الاستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس أنّ أيّ دولة لا تستطيع تأمين حاجيات متساكنيها من الماء هي دولة لا حاضر ولا مستقبل لها لأنّ الماء هو أساس التنمية والنهوض ولا بمكن الحديث عن تحقيق تنمية فلاحية او اكتفاء ذاتي من دون الماء واعتبر انه في ظل الجفاف الحاصل لا بد من اعتماد سياسة واضحة تقوم على حسن التصرف والحوكمة في استغلال المياه، ومشدّدا على أنّ اللجوء إلى تحلية مياه البحر هي حلول آنية وظرفية يلجأ إليها المسؤولون كحلول سهلة مع ان كلفتها باهظة من ذلك أن محطة تحلية المياه بصفاقس تناهز كلفتها الف مليون دبنار.
وطالب جلال بوزيد في تلك الندوة بكلية العلوم بصفاقس بوقف إهدار الماء السقوي في الزيتون واعتبر ذلك عملا إجراميا بموافقة الدولة ينبغي وضع حد له.
ومن ناحية أخرى، اعتبر جلال بوزيد أنّه من خلال التحاليل التي أجراها منذ سبتمبر الماضي، وبشكل أسبوعي على المياه بصفاقس، تبيّن أنّ نسبة الملوحة فيها تتراوح ببن 2,6 و2,7 في حين أنّ نسبة الملوحة المقبولة هي 1.5، لافتا إلى أنّ ارتفاع نسبة الملوحة يجعل من هذه المياه غير صالحة للشباب وللحيوان.
فتحي بوجناح